روايةٌ مُبتكرة ذات صدى عاطفي وإبداعي مؤثر عن رحلة طريق عائلية عبر أمريكا؛ رحلة تُروى بلغة مجازيّة مُذهلة، وغنائية مقتصدة، وتبحر في الطبيعة البشرية.

أم وأب ينطلقان مع طفليهما، صبي وفتاة في السيارة من نيويورك إلى أريزونا في حرارة الصيف «الأباتشيريا» وجهتهم، إنه المكان الذي سماه الأباتشي» ذات يوم موطنا لهم. «لماذا الأباتشي؟» يسأل الصبي ذو العشرة أعوام. لأنهم كانوا الأخيرين في حقبة ما، يُجيبه والده.

في سيارتهم يلعبون الألعاب، ويُغنّونَ مع الموسيقى. ولكن في الراديو أنباء عن أزمة الهجرة»: آلاف الأطفال يحاولون عبور الحدود الجنوبية الغربية إلى الولايات المتحدة، بيد أنهم يتعرضون للاحتجاز أو يتيهون في الصحراء أثناء مسيرتهم.

وبينما تقودُ العائلة سيارتها عبر فيرجينيا إلى تينيسي، ومن أوكلاهوما إلى تكساس، نشعر أنها على شفا أزمة خاصة بها. شرح يتسع بين الوالدين، ويوشك الطفلان على الإحساس به تحت أقدامهما يسلكون دربهم بلا هوادة نحو مغامرة عظيمة ومروّعة، سواء في المناظر الطبيعية الصحراوية، أو داخلَ حُجرَاتِ خيالهم.

إن أرشيف الأطفال المفقودين التي تُروى من خلال العديد من الأصوات المقنعة اللافتة، والمزج بين النصوص والصور والنغمات تُعَدُّ إنجازًا مُبهرًا وأنموذجًا للبراعة الأدبية. إنها قصة جذابة غنية حول كيفية توثيق تجاربنا، وتذكَّر الأشياء التي تهمنا أكثر من سواها. بإلحاح مشفوع بالتعاطف تأخذنا القصة وتوغل بنا في حياة أسرة استثنائية، إذ تتقصى جوهر المساواة والعدالة في يومنا هذا