Asmahan, Simfuniyah lam Taktamil أسمهان، سيمفونية لم تكتمل
By: Boulos al-Hajj, Dr. Rene رينيه بولس الحاجselect image to view/enlarge/scroll
Shop With Security
Visit us on Social Media
Bringing you the best selections in partnership with Dar al-Kitab al-Arabi USA Visit alkitab.com
لقد تناول الكثير سيرة أسمهان وقصتها مع القدر ومع الفن ومع السياسة ومع المجتمع المخملي وما زالت حتى الساعة وبعد أكثر من سبعين سنة على رحيلها مصدر إلهام لذوي المخيلات الواسعة في حبك الروايات وتصور التكهنات وخلق السيناريوهات. لم يساوِ هذه السيرة إلا الحدث الذي أودى بحياة الرئيس الأميركي الأسبق، جون كنيدي والذي شغل الرواة وغذّى المخيلات وراكم النظريات. لكن كل ما كتب وكل ما صُوّر وكل ما حيك لم يتعدَّ المجال الروائي ولم يؤوّل الأمور بمعناها الصحيح ولم يتناول عمق الشخصية المحرّكة للوقائع والأحداث. وبالرغم من كل هذا اللغط والخلق والتخيل وجدت طريقة واحدة للتطرق إلى موضوع شائك بهذا القدر، وهي أن ألجأ إلى التحليل المنطقي للشخصية التي أنا بوارد الحديث عنها فتنقشع الغيوم التي غطت حقيقة الأمور وحالت دون رؤية الواقع بكل ما يظهره من أحداث وتساؤلات وظروف توضيحية تدعو إلى التأمل وأخذ العبر وأول ما تبادر إلى ذهني، بعد التفكير المعمّق بحياة أسمهان، آمال الأطرش، وما رافقها من ملابسات على كل الأصعدة، ومن تفاعل مع الظروف المتناقضة، ومن إمكانيات النجاح الفائقة، ومن ترسيم لمسارات واعدة، بروز شخصية رمزية بكل ما للكلمة من معنى، شخصية عادية بالمفهوم الحياتي ونموذجية بالمفهوم السايكولوجي-الفلسفي. أعني بأنها كإنسانة هي بطلة تراجيدية بالمفهوم الكلاسيكي للتراجيديا، وهي كفنانة صاحبة موهبة صوتية فريدة متملكة منها، وحس موسيقي سريع التفاعل، وقدرة نادرة على الأداء المتنوع. وهي في كل ذلك طائر مغرد يسبح في فضاء ملبد يعيق الإنطلاقة في الغالب ويفسح بعض المجالات للتنفس بحرية من وقت لآخر. ونسق الحياة المتقطع هذا يبعث على مقاربة جدّية وعميقة للشخصية المنوي دراستها.