الفلسفة تمكّن الإنسان ليعرف نفسه ومكانته في النظام الطبيعي، ولكلّ علم فلسفته، وفلسفة العلوم تعني التفكير في العلاقة بين موضوع الفكر وفكر العالم الذي عبر عن هذا الفكر، فالفلسفة تساعدنا لفهم أصول العلوم. والسؤال المطروح: كيف نستطيع أن ندرس السياسة الدولية ونتنبأ بالأحداث في ضوء فلسفة التاريخ؟ لخوض هذا الغمار لابدّ أولاًمن التعامل مع أصغر وحدة ممكنة ومن ثمّ توسيعها واستنباط أدارة تحليلية منها لتفسير طبيعة الوحدات الأكبر، أي: الحضارات ومن ثمّ العلاقة بين الحضارات. فالكتاب يطرح موضوعاً جديد التوجه والتناول في الدراسة والبحث والاستقصاء، ويفسح من خلال دراسته التحليلية المجال أمامنا لكي نكوّن رأياً خاصاً بنا في الأحداث التي تقع في العالم المعاصر اليوم ويساعدنا على فهم الأحداث استناداً إلى القراءة الخاصة بنا التي تحترم العقل الشرقي، وليس بالاستناد إلى تحليلات أصحاب الأفكار والنظريات التي طرحت في مجال السياسة الدولية التي ربما قد تحتوي على شيء من المكائد الفكرية، وكمحاولة سياسية لتثبيت وجهة نظر معينة لتسويغ وإعطاء المشروعية للأحداث العالمية التي تحدث في الوقت الراهن .