Alam ma ba'd al-Harb al-Baridah - عالم ما بعد الحرب الباردة
By: Hussein, Ph.D. Uday Saddam عدي صدام حسينselect image to view/enlarge/scroll
Shop With Security
Visit us on Social Media
Bringing you the best selections in partnership with Dar al-Kitab al-Arabi USA Visit alkitab.com
نبذة المؤلف:
لقد أدى انهيار الاتحاد السوفيتي، كنظام وأيديولوجية، إلى أن يشهد العقد الأخير من القرن العشرين حالة تكاد تكون فريدة من نوعها، هي تآكل دولة عظمى، تمتعت بتأثير مهم في التفاعلات السياسية الدولية على مدى (46) عاماً (1945-1991م) وبسرعة غير مسبوقة في تاريخ انهيار القوى العظمى منذ القرن الخامس عشر. على أن العالم، الذي تابع هذه الحالة النادرة، كان في الوقت ذاته، يتابع حالة أخرى، ربما بنفس القدر من الندرة، هي كيفية توظيف الدولة العظمى الأخرى (الولايات المتحدة الأمريكية) للتحولات الدولية التي فرزها الانهيار السوفيتي لصالح دور جديد يؤمن بقاءها على قمة الهرم الدولي، وبالتالية هيمنتها العالمية المطلقة. وبسبب من هذا التوظيف انتشرت رؤى تضمنت ما يفيد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وأنها تتوفر على قدرات خاصة تساعدها على ضمان ديمومة دورها الدولي إلى القرن القادم وبما يجعله أمريكياً. وبالمقابل ذهبت رؤى أخرى إلى العكس. إذ قالت ما مؤاده أن العالم يمر بمرحلة انتقالية وأنها ستنتهي، كسواها في التاريخ، إلى هيكلية سياسية دولية جديدة تختلف عن تلك التي اقترنت بها بدايتها، لا سيما وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسلم من الدخول في حالة من التدهور النسبي مما سيؤدي إلى تراجع نفوذها الدولي تدريجياً. وفي ضوء تضارب الآراء حول المستقبل السياسي لعالم القرن القادم تبرز إشكالية عدم اليقين بشأن القوى السياسية الدولية الأكثر تأثيراً والتي ستشكل هيكلته السياسية المحتملة. إن هذه الإشكالية هي الإشكالية الأكاديمية التي تحاول رسالتنا، عبر توظيف المنهج العلمي، إلى محاولة استشفاف صورتها الأكثر احتمالاً. على أن تحديد إشكالية كل دراسة علمية، وإن انطوت على فوائد تتلخص في دفع الباحث إلى الالتزام الدقيق بموضوع دراسته أو بحثه، يتطلب وضع الفرض العلمي الملائم. فالفرض يؤدي، ضمن إطار المنهج العلمي، وظيفة محددة، هي تسهيل حل إشكالية البحث. في ضوء الإشكالية الأكاديمية التي تنطلق منها، والفرضية الأساسية، التي تريد البرهنة عليها، ستتوزع هيكلية هذه الرسالة، بالإضافة إلى مقدمتها، على ثلاثة أجزاء وخاتمة عامة. فأما عن الجزء الأول، الذي سينصرف إلى الإجابة عن تساؤل أساس، هو كيف كان عالم الحرب الباردة ولماذا؟ فإنه سيذهب بعد تحليل التفاعلات السياسية الدولية التي سبقت اندلاع الحرب الباردة، إلى دراسة مداخلاتها، وخصائصها الأساسية، إضافة إلى البحث في تطورها عبر المراحل التي مرت بها، وبضمنها المرحلة التي أدت إلى انتهائها بانهيار الاتحاد السوفيتي. وعليه سيبحث هذا الجزء في الماضي. أما الجزء الثاني، الذي سيعمد إلى الإجابة عن تساؤل آخر، هو كيف أضحى عالم ما بعد الحرب الباردة ولماذا؟، فإنه بعد تحديد مفهوم المرحلة الانتقالية التي يمر بها عالم اليوم، سيتناول المدخلات التي أدت إليه، وخصوصاً الحرب الأمريكية ضد العراق، ومحاولة الولايات المتحدة ترتيب العالم على وفق مفهومها للنظام الدولي الجديد. وإضافة إلى ذلك سيحلل المخرجات التي فرزتها المرحلة الانتقالية، ولا سيما تغير مضمون مفهوم القطب الدولي، وبروز التناقضات الغربية-الغربية، وتآكل المكانة الدولية لعالم الجنوب، واشتداد حدة الصراع بينه وبين عالم الشمال. إضافة إلى ذلك سيتناول دور الأمم المتحدة، وتبعاً لذلك سيكون الحاضر هو مضمون هذا الجزء. أما الجزء الثلث، الذي سينصرف هو الآخر إلى الإجابة عن تساؤل آخر مضاف، هو: كيف يحتمل أن يكون عالم ما بعد الحرب الباردة ولماذا؟ فإنه سيذهب إلى دراسة قدرات القوى الدولية، التي نرى أنها ستكون الأكثر تأثيراً في القرن الحادي والعشرين، وهي عندنا تحديداً الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والاتحاد الأوروبي بقيادة ألمانيا، فضلاً عن الصين. وإضافة إلى ذلك سيتناول هذا الجزء الاحتمال المستقبلي الذي نراه، الأكثر رجحاناً، للهيكلية السياسية الدولية في القرن القادم، ذلك بعد تحليل الاحتمالات الآخر، ومن هنا سيكون المستقبل هو محور اهتمام هذا الجزء. أما الخاتمة فستذهب، إلى تلخيص مضمون الرسالة. (https://www.raffy.me/books/view_book/160189)