شذرات البلاتين من طيبات كلمات سلفنا الصالحين : الرسالة التدمرية | ابن تيمية

يركز هذا الكتاب على محاور ثلاث وذلك بمقتضى المواضيع المطروحة على شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية كأسئلة المراد الإجابة عليها من قبله، أو مقتضى المواضيع ملحة كان لا بد من الإمام بحثها وتفصيلها وشرحها أم اتقاءً لفتنة كانت تعصف بالمسلمين في زمن شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية، أو كتوضيح يفهم المسلم بأمور دينه، أو كاجتهاد بدر عن الإمام في قضية ما. المحور جاء تحت عنوان "الرسالة التدمرية". في هذه الرسالة ردّ الإمام ابن تيمية على أسئلة حول أصلين عقديين شملا: التوحيد والصفات، والشرع والقدر، وذلك، كما يقول الإمام، لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين، وكثر الاضطراب فيهما، فإنهما مع حاجة كل أحد إليها، ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة لا بد أن يخطر لهم في ذلك من الخاطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال، لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة، وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشُبَه التي توقعها في أنواع الضلالات.

المحور الثاني جاء تحت عنوان: "الفتوى المحمدية لكبرى". وكان رداً على سؤال سائل: ما قول السادة الفقهاء، أئمة الدين في آيات الصفات كقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) و(ثم استوى على العرش) و(ثم استوى إلى السماء وهي دخان) إلى غير ذلك من الآيات، وأحاديث الصفات. كقوله صلى الله عليه وسلم: "إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن" وقوله: "يضع الجبار قدمه في النار" إلى غير ذلك. وما قالت العلماء فيه.

والمحور الثالث جاء حول مسألة الحسنة والسيئة وموقف العبد عندهما، وذلك انطلاقاً من الآية الكريمة (ما أصابك من حسنة فمن الله. وما أصابك من سيئة فمن نفسك). وجاء المحور الرابع تحت عنوان "الطلاق الثلاث" وما يترتب عليه وذلك إجابة على سؤال طرح على شيخ الإسلام ومفاده: هل يحل لمن طلّق امرأته ثلاثاً أن يراجعها بدون نكاح زواج ثاني؟ وما هو هذا النكاح؟ وهل نكاح المحلل يعتبر في الشرع نكاحاً تحل به لزوجها الأول؟

والمحور الخاص كان حول تفسير آية الوضوء، ودار المحور السابع حول شرح الإسلام في الفرق بين الطلاق الحلال والحرام، وحول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاء المحور الثامن. واختتمت تلك المحاور بمحور تناول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية بالتفصيل والشرح والتوضيح مسألة رسالة حروف القرآن وأصواتنا به وما وقع في ذلك من النزاع، حيث بين الإمام شيخ الإسلام الحق في هذه المسألة وما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع فيها.