إمبراطورية الشر الجديدة : : الإرهاب الدولي ضد الإسلام
تأليف: عبدالحي زلوم

كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م نقطة تحول في السياسة الخارجية الأمريكية، فقد مكّنت من اتخاذ شعار الحرب على الارهاب ستاراً على الأهداف الحقيقية لإدارة الصقور الأمريكيين، وأفرزت مصطلحات تنم عن خبايا سياساتهم: من حرب صليبية ومحاور للشر، في حين أن نظامهم العالمي الجديد، القائم على التبشير بالرأسمالية الأنجلو سكسونية، والمستخدم للمال والإعلام والتكنولوجيا العسكرية في سبيل أمركة الاقتصاد العالمي، ما هو إلا امبراطورية الشر الجديدة.

يحمل هذا الكتاب في ثناياه رسالة مفادها أن الصراع الذي تترأسه اليوم الولايات المتحدة الأمريكية، ليس قائماً في أساسه بين الإسلام والغرب، بل هو بين بارونات المال والنفط والعسكر في الولايات المتحدة وخارجها، وبين بقية شعوب العالم. يبدأ المؤلف مشواره في امبراطورية الشر الجديدة مسوغاً أسباب تناول هذا الموضوع بقوله "إن جورج بوش الصغير ومالكي النظام العالمي الجديد يريدون أن يعرضوا قيمهم عليّ وعلى العالم كله، ولطالما كنت أود أن أدع قيمهم وشأنها لولا أنهم لم يدعوني وشأني، انني على اطلاع واسع بالقيم الغربية، ذلك لأنني عايشتها لما يقرب من الخمسين عاماً".

وقد بدأ المؤلف كتابه باستعراض أحداث الحادي عشر من سبتمرب، مركزاً على الوثائق التي تُثبت تورط وكالة الاستخبارات المركزية في اخفاء معلومات مسبقة عن الأحداث، مذكراً بأحداث غامضة في قضية قصف اليابانيين للأسطول الأمريكي في بيرل هاربر عام 1941، بعد ذلك عرض الكاتب لمعالم النظام العالمي الجديد، معرجاً على انهيار الاتحاد السوفياتي كعامل أساسي في تكوينه، راصداً تحوّل روسيا من الشيوعية إلى الرأسمالية. ثم استقرأ المؤلف الجهود التي بذلتها الدول الكبرى للسيطرة على النفط العالمي، منذ عام 1855م وحتى عام 2002م، مركزاً على اللاعب الأكبر في هذا المجال: الولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً الدور الذي تلعبه إسرائيل في هذا المضمار وفي السياسة الأمريكية الداخلية، وهنا ينتقل المؤلف إلى الداخل الأمريكي: سياسياً واقتصادياً، فيرصد مختلف التطورات في هذين النطاقين، والتي أثمرت عن استعمار أمريكي جديد في قناع العولمة، وحروب غير أخلاقية تقضي على المبادئ التي يُزعم نشرها وحمايتها، وسيطرة الدولار على مصالح الشعوب، مبيناً ترؤس أمريكا وبريطانيا للمرابين العالميين الجدد، متخذاً من حالة تعاملهما مع الاقتصاد الياباني نموذجاً، وفي الختام يرصد المؤلف اخفاقات النظام الرأسمالي: اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً، ويشخص العلاقة بين الإسلام والغرب اليوم كصراع بين الروح والمادة، متعرضاً لبعض الحقائق والمبادئ الإسلامية التي يُغالط في فهمها في عالم الغرب.

يتكون الكتاب من ثمانية عشر فصلاً تتوزع على "432" صفحة من القطع العادي وقد صدر باللغة الانجليزية تحت عنوان:
Painting Islam As The New Enemy, Globalization and Capitalism in Crisis