وقد جمع المحقق في هذا الكتاب كنزين تركهما هذان الإمامان؛ الأول في أحاديث الإمام سفيان التي نقلها عنه بعض تلامذته. والثاني من كتاب السنن للإمام أبي بكر الأثرم، أحد من ورث علم الإمام أحمد بكثرة ملازمته، وروايته المسائل عنه. وكلا الكتابين لم يقف عليهما المحقق كاملين، وإنما وجدهما قطعاً متفرقة.

وتجدر الإشارة إلى أن على الرغم من صغر حجم هذا الكتاب، إلا أنه من الأهمية بمكان، إذ يعدّ من بواكير ما صنف في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الآثار العلمية التي تركها الإمام سفيان الثوري، وهو أيضاً أصلٌ لمصادر حديثية كثيرة، من مسانيد وجوامع ومصنفات وسنن ومعاجم وغيرها، بالإضافة إلى علوّ الإسناد، فإن الإمام سفيان كثيراً ما يروي عن أئمة التابعين وتابع التابعين، يضاف إلى ذلك قدم النسختين المعتمدتين في تحقيق القسمين، فقد كتب في عهد متقدم وقد اتبع المحقق في عملية التحقيق الخطوات التالية: 1-نسخ المخطوطتين على طريقة الإملاء الحديث، 2-إجراء عملية المقابلة بين المنسوخ والأصل وأكثر من مرة، 3-ضبط النص بالشكل التام، وتنظيم الفقرات، وترقيم النصوص، 4-عزو الآيات الكريمة إلى مواضعها في المصحف، 5-تخريج النصوص من الأحاديث تخريجاً مختصراً، والحرص على تتبع الأحاديث التي جاءت من طريق الثوري، ثم ما توافق مع طريقه إلى من فوقه، 6-ذكر توضيح موجز للرواة الذين هم بحاجة إلى إزالة اللبس عنهم، 7-شرح الكلمات الغريبة، 8-تقديم دراسة موجزة عن الكتاب وأهميته.