Abirun fi Kalamin ‘Aabir (1991) عابرون في كلام عابر
By: Darwish, Mahmoud (1941-2008) محمود درويشselect image to view/enlarge/scroll
Shop With Security
Visit us on Social Media
Bringing you the best selections in partnership with Dar al-Kitab al-Arabi USA Visit alkitab.com
ومصاحبة الزمن بالكتابة، بالنسبة لمحمود درويش، لا تتأتى من إملاء الجاهز، كما هي عادة الكلام المبتذل، ولكنها، بالأحرى، تعلّم الأسئلة المنحفرة في العينيّ، حيث تتحول الواقعة إلى حالة منشبكة، مركّبها هو الأسبق في البناء، فلا تبسيط أو اختزال، لا تنازل أو استسهال. مصاحبة iلا قوة إرادة استيعاب زمن لا تردد معه أمام ما يغري الخطابات بالجنوح إلى العناية بصياغة ما يستعصي على الصياغة، أو نسيان ما يتطلب حضوراً lفورياً وصدامياً في المعيش والأفكار والمواقف.
و"عابرون في كلام عابر" عنوان قصيدة كتبت في سياق هذه المقالات، وهي تحتفظ، هنا بمكانها، فيما هي تشير، مباشرة، إلى حيويتها وحيوية سياقها في الزمن والكتابة معاً. هذا العنوان، القصيدة يهب الاختيار توثباً، وهو، في آن، يثبت ما تحتفل به الانتفاضة من مطلب لا سبيل إلى ترويضه: انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة.
مطلب جذري، ومع ذلك فهو ليس بسيطاً، هذه المرة نتيجة ما انخدع به هؤلاء وأولئك من مبادرة السلام الفلسطيني. وإثبات ما تحتفل به الانتفاضة، منذ انطلاقتها، وضمن صيرورة النضال الفلسطيني، هو ما فجر الهوس الإسرائيلي، بكل ما يتكفل به أمام ذاته والصهيونية العالمية. لذلك فإن المقالات المرافقة للقصيدة تخطّ مساراً جديداً في تفكيك الفكر الصهيوني، بأطرافه المتباعدة، وفق كتابة تواجه مواقف وأفكاراً صهيونية لم يتطرق لها أحد من قبل، بمثل هذه التفاصيل التي لا يدريها غير الخبير بشؤون إسرائيل ونخبتها.
أبرزت القصيدة أن الإسرائيلي بحاجة إلى عدو، به يتعرف على نفسه، وبه يبرر ما يشاء في فلسطين وفي كل مكان. لذلك كانت "هستريا القصيدة" تتجاوز حدود القصيدة، من الكنيست إلى أميركا وأوربا إلى المحكمة في باريس، هستيريا ضد أن يكون الفلسطيني واضحاً تماماً، عندما ينتخب الحجر ليحرك مدار الأسئلة "من الحدود إلى الوجود"، وعندما يصعد بالكتابة إلى أفق ما يج.