نبذة عن الكتاب

حين تكتب عن المستقبل، فإن آخر ما يمكنك تخيُّله للقيام به بصورة متكررة، هو النظر إلى الوراء، فالمستقبل جديد وجذاب، وفيه فرص كسب المال وتشكيل الثقافة، أما الماضي فهو ممل ورجعي.

عندما بدأت الكتابة عن توقعات المستقبل بنشاط، لأول مرة، منذ ما يزيد على ستة أعوام؛ كان طموحي محدودًا، فكل ما أردت فعله كان فهم عالم التسويق ومدى تأثير التكنولوجيا فيه، ومنذ ذلك الحين تغيرت رؤيتي، فلم يعد طموحي محدودًا، وإن كان لا يزال مقيدًا.

وعلى عكس "متخصصي التوقع بالتوجهات المستقبلية" الآخرين، لا أركز على احتمالات المستقبل طويلة الأمد، بل أركز على المستقبل قصير الأمد واضح المعالم، ولكن كيف يمكن تقديم أي توقع للمستقبل بيقين؟ أنا أؤمن بأن إشارات المستقبل موجودة فعليًا هنا في الحاضر، وكما سوف أعرض في هذا الكتاب، فإن تعريفي للتوجه هو ببساطة أنه عبارة عن ملاحظة منتقاة للحاضر المتسارع.

ومع التكنولوجيا والابتكارات والسلوكيات الحديثة، فإن حاضرنا يتسارع يقينًا.

لقد مر عام منذ نشر الإصدار الأصلي من هذا الكتاب، لذا فقد حان الوقت لتقديم تقرير التوجهات الجديدة لعام 2016، كما قد فعلت في كل عام من الأعوام الخمسة السابقة منذ عام 2011. ولأن هذه العملية تحدث كل عام، فقد تعتقد أنك تمسك في يديك بأسرع منتج يصل إلى مرحلة فقدان الصلاحية؛ كتاب عن توجهات آفلة، مقدر لها أن تندثر كل اثني عشر شهرًا.

ولكن الحقيقة المذهلة التي اكتشفتها عن توقعات التوجهات الكبرى هي أنها لا تُستبدل، أو تصبح غير صالحة بعد مرور فترة معينة من الزمن، فالتوجهات الجديدة لا تأخذ مكان التوجهات "القديمة"، على العكس، فالتوجه يستمر في اكتساب الزخم... أو لا يستمر.

فبعض أكبر التوجهات التي تغير من معالم عالم الأعمال اليوم، كانت أفكارًا قمت بتحديدها وكتبت عنها منذ أكثر من ثلاث سنوات، ومن أمثلة ذلك توجه مثل "صعود الانتقاء" الذي يغير كيفية إنشاء محتوى وكيفية عرضه، أو توجه "التجهيزات الفورية" الذي يشرح كيفية استخدام المؤسسات للبيانات من أجل تحسين كل شيء بدءًا من سلاسل التوريد إلى تجارب العملاء.