تعد منهجية الكتابة التاريخية من أهم موضوعات البحث التاريخي، باعتيارها مفتاح هذا
العلم والمنطق الذي يسير عليه الباحثين في إعدادهم للبحوث والدراساث الجادة، ولكي تستقيم
عملية الرصد التاريخي للروايات الواردة عند مؤرخينا الأوائل ف القرون الهجرية الأولى، لا بد
من ههم جميع حيثيات المنهج المتبع عند كل مؤرخ. من خلال التعرف ع دره. وأسلوبه في عرض
المادة التاريخية.

وما كان الطبري موسوعة تاريخية ثرية ينيغي دراستها وتحليل أطرها ومضامين أخبارها.
تطلب ابتداء التعرف على منهجه وتدقيق أسلوبه المتبع ذ إعدادها، خاصة أن دراسته كمؤرخ .
بشكل منفرد. يعد ظاهرة تاريخية لها ابعادها وميزاتها، فالإمعان فيه هو و العقيقة فراءة
متأنية لرحلة مهمة من تاريخ الحضارة الإسلامية، لذلك اجتهدت الدراسة ذ الوقوف عند
جميع حيثيات منهجه واء مصادر رواياته أو الإسناد أو النقد أو التأريغ لديه .

ولانمام الفائدة تم تقسيم الدراسة إلى مرحلتين: تمثد الأولى من سنة (١٣٢ ف - ١٧٠ ه /
لام ٧٨٦ م)، وتمتد الثأنية من سنة ( ١٧١ه ٢٠٢ ه / ٧٨٧ م - ٩١٤ م)، لتغطى بهما مائة
وسبعون سنة ميلادية. من عمر الدولة العياسية، الأمر الذي احتاج الى الكثير من الجهد
لمعايننها واستخلاص متونها.

ويظهر جليا بعد مناقشة الدراسة لمنهج الطبري ومصادره عن الفترة العياسية، أن الطبري
في حقيقته مؤرح صاحب رؤية ودراية تاريخية برزت من خلال نجاحه في اختيار رواة الاحداث.