فإذا استقام لكتاب في التاريخ الأسـلامي هذا المنهج القويم المحكم, وجمع إليه
عبارة رصينـة مستقيمة. في غيـر تكلف. وقدرة ذكية على استخلاص الحقائق العلمية في
إنصـاف لا يشـويه التعصب الحامل على التعسف إذا استقام لكتاب, في التاريخ الأسالمي
هـذا كله. كان قمينــأ بأن يضيف إلـى العلم إضافة جديدة ناهمـة. ويصبح أشرأ باقيـأ
لأزمان طويلة آتية. وهذا مـو ما يقدمه إلينا كتاب الدكتور محمود بشار عواد معروف
موقف علماء أهل الستة مـن السلطة السياسة في العصر المباسي الأول. فقد وققث فيه
على ذلـك كله. وغيره. مـن فرائد المعرفة وفوائد البحث التاريخي, والأمائة في عرض
معلوماته, والانصـاف فـي الوصول إلـى نتائجه. حتى إنني قرأت الكتاب كله متتابمـأ دون
انقطاع: ومنذ قرأت مقدمته لــم أتركه حتى أتيت على خائمته. وبقدر ما شغلني ذلك عن
أعمال أخرى. كنت قد بدأتها قبل أن يصل هـذا الكتاب إلـى يدي. بقدر ما كنت سميدأ به
مستمتمأ بالتنقل السلس بين فصوله الخمسة ومقدمته المائمة وخاتمته الدقيقة الموجزة.