إنه اليوم العالمي للعمل الإنساني في الأمم المتحدة. وقد امتلأت جميع مقاعد الجمعية العامة، وبدت مشاعر الحماس والإثارة جلية في القاعة. توجهت "بيونسيه" إلى خشبة المسرح، وهي ترتدي فستانًا أبيض طويلًا مطرزًا. ثم توقفت في منتصف المسرح في انتظار أن تبدأ الموسيقى، ومن ورائها كان يظهر شعار الأمم المتحدة. لا بد وأن الضغط كان رهيبًا، ولكنها وقفت هادئة معتدلة القامة، ولم تظهره. بدأت تغني أغنيتها " "I Was Here، وهي الأغنية التي تشجع الناس على استغلال حياتهم لتحقيق الفائدة للصالح العام. في الخلفية، كان يُعرض فيديو يظهر فيه أشخاص من مختلف أنحاء العالم. للحظة من الوقت استقرت راحة يدها على قلبها. وانتقلت الكاميرا على الفور نحو أفراد من الجمهور، بدا عليهم بوضوح التأثر الشديد بحضورها وكلماتها.

تعالت نغمات الموسيقى، وازدادت طاقة "بيونسيه"، لتغمر القاعة بأكملها حتى أبعد مكان فيها. وكانت ذراعها ترتفع بشكل تلقائي لتتلاءم مع وقفتها الثابتة ثم تمر حول جسدها في حركة شبه دائرية. وراءها، كان هناك عرض لفيديو مسجل تظهر فيه جهود الإنقاذ، فاشتد الحماس ووقف أفراد الجمهور. وكانت "بيونسيه" تميل بظهرها وهي ترفع ذراعيها وصدرها ورأسها كما لو أنها تستمد طاقتها من قوة أعلى. وكانت تنحني بركبتيها، وعندما تعتدل، كنت أستطيع أن أرى كم هي ثابتة تمامًا. لقد صار صوتها أكثر روعة لأن حركات جسدها كانت تؤكد كلماتها. وعندما انتهت من الغناء، وقفت "بيونسيه" معتدلة وفي كامل حضورها وهدوئها، دون أن يبدو عليها الاضطراب نتيجة هذا القدر الهائل من الطاقة التي تسري داخلها. شاهدت هذا الفيديو عددًا لا يحصى من المرات، حيث كنت أكتشف في كل مرة دلائل حول الطريقة التي عقدت بها "بيونسيه" الصداقة مع الضغوط والتي كان يمكن أن تؤدي على العكس إلى توترها، وأعلم أنني أشاهد بالفعل محترفة متمكنة في هذا الأمر.