إن المبادئ العسكرية التي وضعها "صن تزو" في كتابه الكلاسيكي فن الحرب تعد خالدة؛ حيث تطوعها الشركات والموظفون التنفيذيون الذين يستخدمونها ويعيدون إدخالها مرة أخرى في الحياة اليومية، ويعيد الإستراتيجيون الماهرون الكثير من إستراتيجيات "صن تزو" إلى الحياة، دون أن يدركوا بالضرورة أن أصول إستراتيجيتهم تنبع من كلمات الحكمة الصادرة عنه منذ ما يزيد على 2500 عام. ما مدى الكفاءة التي يمكن أن يصلوا إليها إذا تعلموا إرشادات "صن تزو"، واستطاعوا تطبيقها بوعي أكبر؟ ما مدى الكفاءة التي يمكنك أن تصل إليها؟

يجب على أصحاب الشركات الصغيرة أن يكونوا أذكى واستباقيين أكثر من أندادهم أصحاب الشركات الكبرى والمترسخة بشكل أفضل؛ حيث سيفشل أصحاب الشركات الصغيرة إذا قلدوا الخبراء الكبار تقليدًا أعمى في كل شيء، خطوة بخطوة، وسينهارون تدريجيًّا إذا حاولوا الصمود أمام العاصفة. وهذا حقيقي خاصة في المجالات التنافسية التي تشمل هامش ربح صغيرًا ومتقلصًا؛ لذا يجب على الشركات الصغيرة الفوز بالمعارك، وتحقيق النجاح بالاعتماد على ميزانيات ضئيلة، وموارد قليلة نسبيًّا. الخبر الرائع هو أن "صن تزو"، إذا تُرجمت أفكاره وشُرحت جيدًا، فسوف يقدم وجهة نظر متعمقة لتوجيه وإلهام تحركات أصحاب الشركات الصغيرة؛ كي يمكنهم التغلب على منافسيهم، والسيطرة على أسواقهم.

ويمتلئ هذا الكتاب بأمثلة لإستراتيجيات "صن تزو" المطبقة في الشركات الصغيرة، بهدف إظهار الصلة الوثيقة بين أفكاره وموضوع الكتاب. في كثير من الحالات، ومع ذلك ليس جميعها، تبنى الممارسون مبادئ بطلنا عن غير قصد، ولكن تكللت جميع خطواتهم بالنجاح على حد السواء. وفشلت بعض هذه الشركات في الوصول إلى هدفها في أثناء تطورها، وأخرى حادت عن مسارها، إما بشكل مؤقت أو دائم في المستقبل. ولكن إياك أن تخلط بين المخاطر المستقبلية والأداء الذي يستحق الاستفادة منه، أو مجرد محاكاته.

هذا الكتاب موجه إلى المستثمرين المغامرين والطموحين الحاليين، وأصحاب الشركات الصغيرة الذين يجابهون الخبراء، ويسعون إلى أن يحظوا بمكانة كبيرة في مجال عملهم، وكذلك إلى الأشخاص الذين يدرسون "صن تزو"، ويبحثون عن كتاب جديد يطوع أفكاره لتناسب قوى أصغر. هذا الكتاب يشكل دراسة مستفيضة لتحفة "صن تزو"، والهدف منه هو تطبيقه على الجيوش الصغيرة، وهو مزود بقصص نجاح لمزيد من التوضيح. يمثل كتاب فن الحرب دليلًا يمكن للقوى الصغرى استخدامه لتحقيق الفوز. وهذا الكتاب بمثابة مرشدك لتطبيق ما ورد به.