هذا الكتاب "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" يعتبر من أكبر الكتب وأوسعها في ذكر أسماء الزهاء والأولياء والعباد، وقد أورد المؤلف فيه أكبر عدد منهم منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم حتى عصر تأليفه وحشد فيه مجموعة كبيرة من الأحاديث والآثار إضافة إلى أقوال العلماء والوعاظ موضحاً في مقدمة كتابه أن سبب تأليفه للكتاب هو لسؤال سائل له.

فأجابه: فقد استعنت بالله عز وجل وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم من قرن الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق، وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق، وتبدأ من المتنطعين والمتعمقين، ومن أهل الدعاوى من المتسوفين، ومن الكسالى والمتثبطين المتشبهين بهم في اللباس والمقال، والمخالفين لهم في العقيدة والفعال".

وذلك لما بلغك من بسط لساننا ولسان أهل الفقه والآثار في كل القطر والأمصار في المنتسبين إليهم من الفسقة الفجار، والمباحية والحلولية الكفار، وليس ما حل بالكذبة من الوقيعة والإنكار بقادح في منقبة البررة الأخيار، مواضع من درجة الصفوة الأبرار، بل في إظهار البراءة من الكذابين والنكير على الخونة الباطلين، نزهة للصادقين، ورفعة للمتحققين.