تعبّر موسوعة كنز اللغة للمعاني للدكتور حنا غالب عن إرادة قوية لإنجاز هكذا مشروع، وعن ثقافة واسعة للتمكن من الإحاطة بالحقول الدلالية، وعن منهجية علمية تتدرج بمنطق استدلالي من العام إلى الخاص، وبمنطق استقرائي من الخاص إلى العام، بحيث تشمل العناوين الألف أو الموضوعات أو المفاهيم، أو المجالات الدلالية ثروة اللغة العربية، وتنضوي ثروة الألفاظ تحت مجالاتها موزعة في طبقات وأجزاء وأقسام ومراتب ومنازل وفئات، وتجسد موسوعة كنز اللغة مشروعاً فكرياً لغوياً مثلث الأبعاد لأنها تتضمن المرادفات: مضى، ذهب... والأضداد: الوجود والعدم... وجملة من التعابير السياقية والإصلاحية: انقطع حبل الود، استأصل الشر... وتشكل موسوعة كنز اللغة أداة معرفية لغوية تسمح للكاتب والمترجم والأستاذ والطالب وكل باحث بإيحاء اللفظ المناسب للفكرة التي يود عرضها، وبالابتعاد عن التكرار باستعمال لفظ مرادف، وبالاستفادة من ثروة اللغة للتعبير عن الذوق المعنوية، بحيث يتمكن كل من هؤلاء من التعبير بيسر وطواعية عن المعاني تعميماً وتخصيصاً، حقيقة ومجازاً... وتوفر موسوعة كنز اللغة وسيلة تعبير به غنية الإمكانات تزود الباحث بالقدرة على التعبير بعشرات الألفاظ عن القدرة والعجز... بحيث تنتظم الألفاظ وتجتمع وتعتدل وتستقيم وتتناسق وتنتسق وتتسق وتتراصف... لتعبر عن المشابهة والمماثلة والمباراة والمحاكاة والمشاهاة... وتزخر موسوعة كنز اللغة بمعلومات صرفية ونحوية ولغوية، كالتذكير والتأنيث... مع مصاحبات تفسيرية شارحة تجعل فائدتها أعم وأشمل... وطعّم المؤلف عالم الموسوعة اللغوي النحوي بلفتات تاريخية، بحيث اقترن التراث بالمعاصرة، ألفاظاً ومفاهيم، مما يمكن الباحث الموقف من ملاحظة الثابت والمتحول، الجامد والمتطور في مسيرة الفكر العربي بعامة، والفكر اللغوي بخاصة، وتؤلف هذه الموسوعة بمتنها أبعاد المعارف والمفاهيم التي تخطر في العقل، وبمسردها عالم الألفاظ التي تعبر عن تلك المفاهيم فإذا خط الفكر على معنى، فتش في متن الموسوعة أو في فهرس الموضوعات، وإذا حط على كلمة بحث عنها في فهرس الألفاظ ولاحق معناها، ومرادفها، وضدها... وتعبيراتها إذا وجدت بحيث تكون العلاقة جدلية يثبت فيها الفكر من المعنى إلى اللغة ومن اللغة إلى المعنى في تفاعل حي وتواصل متكامل.