يعد عهد الخلفاء الراشدين من افضل عهود التاريخ الإسلامي، وإن فترة حكمهم أعدك الفترات، وإن جيلهم هو جيل القدوة للمسلمين اللاحقين. وفي هذا العمل يقدم الدكتور "صلاح عبد الفتاح الخالدي" قبسات تاريخية، عن أفضل المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الخلفاء الراشدون الأربعة رضوان الله عليهم. سنقرأ في هذا السفر التاريخي مشاهد استخلاف واستشهاد كل منهم، كيف اختاره المسلمون خليفة، وكيف نجح الجناة في اغتياله، فلقي ربه شهيداً.

تأتي أهمية هذا الكتاب من كون مؤلفه يقدم للقارئ المسلم خلاصة تاريخية عن بعض الأحداث المثيرة التي وقعت في عهد الخلفاء الراشدين، وبخاصةٍ تلك الأحداث اليت صاحبها عنف المؤامرة الكيدية من الأعداء، ثم كثرت حولها الأكاذيب والإفتراءات، واختلفت من ثم في تحليلها الآراء. من هنا جاء هذا الكتاب ليضيء على الروايات الصحيحة، وإظهار تهافت وزيف الروايات الكاذبة المتعارضة والمتناقضة فيما بينها، ولكن الكاتب أحسن الإنتقاء بالإستناد إلى مراجع مهمة في التاريخ الإسلامي منها "تاريخ الأمم والملوك" للطبري، و"البداية والنهاية" لإبن كثير، و"الكامل في التاريخ" لإبن الأثير وغيرها كثير.

يجمع الكاتب في مؤلفه هذا خمس قبسات وهي: القبسة الأولى: مرض الرسول صلى الله عليه وسلم واحتضاره وفيها تفاصيل الأيام الخمسة والأخيرة من حياته عليه الصلاة والسلام. القبسة الثانية: أبو بكر الصديق رضي الله عنه: بين الإستخلاف والوفاة. وفيها يورد الكاتب مشهد اجتماع أعيان الصحابة في "سقيفة بني ساعدة" ومبايعته خليفة للمسلمين، القبسة الثالثة: عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بين الإستخلاف والإستشهاد. ونشهد فيها تفاصيل مشهد الشورى، الذي قام به عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، والذي أدى إلى مبايعة عثمان. أما القبسة الخامسة والأخيرة فجاءت في: علب بن أبي طالب رضي الله عنه: بين الإستخلاف والإستشهاد وفيها يعرض الكاتب مشهد اختيار علي بن أبي طالب، وأهم استنجاد الصحابة بعلي ليرضى بالإستخلاف. كذلك يسجل الكتاب دور السبئيين في مضاعفة مشكلات علي، وإضعاف موقفه أمام الآخرين، لوجودهم في جيشه إلى آخر ذلك من أحداث رافقت فترة خلافته... أما آخر لقطة يقدمها الكاتب، هي لقطة مبايعة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، لتنتهي به فترة الخلافة الراشدة، وتبدأ به فترة الملك، وذلك في عام "الجماعة". - nwf.com