ولد أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفرى بالكوفة في محلة يقال لها كنده. وكان شاعراً مغلقاً شديد العارضة راجح العقل عظيم الذكاء، قدم الشام في صباه واشتغل في فنون الأدب ولقي في رحلته كثيراً من أئمة العلم فتخرج عليهم وأخذ عنهم. وكان من المطلعين على أوابد اللغة وشواردها حتى إنه لم يُسأل عن شيء إلا استشهد له بكلام العرب من النظم والنثر.

وقد سمي بالمتنبي لأنه ادعى النبوة في بادية السماوى من أعمال الكوفة. أحب المتنبي سيف الدولة وعني بمدحه في الكثير من أشعاره، إلا أنه ما لبث أن غضب منه؛ وانصرف إلى مدح كافور الإخشيدى، وبعد ذلك إلى هجاءه بعدة قصائد مشهورة. وقد ضمّ هذا الكتاب من سلسلة "ديوان العرب" مختلف القصائد التي نظمها المتنبي، مضافاً إليها بعض الشروحات لمعاني المفردات التي يصعب تحديد معناها.

وقد ضم هذا الكتاب جميع قصائد المتنبي، مضافاً إليها بعض الشروحات لمعاني المفردات التي يصعب على القارئ تحديد معناها وضم مقدمة كانت بمثابة التعريف بالشاعر وبحياته، وخاتمة احتوت على فهرس جمع بالإضافة إلى رقم كل قصيدة مدرجة بالكتاب على قافية القصيدة والبحر الذي نظمت وفقاُ له.