"تفسير نور الثقلين" هو تفسير لكتاب الله الكريم للشيخ الجليل عبد عليّ بن جمعة العروسي منتحى، الحويزي مولداً، ساكن شيراز، وهو عالم فاضل محدث شاعر، أديب بارع، جامع العلوم المتنوعة، معاصر للشيخ الحرّ العاملي والعلامة المجلسي وهو إلى هذا كله مفسر مرموق يشهد على ذلك تفسيره هذا. وهو كتاب لطيف، متقن، معتبر، جامع لمعظم أحاديث الإمامية المتعلقة بتفسير الآيات وتأويلها، وهو يكشف أن صاحبه لم يأل جهداً في تتبع تلك الأخبار المتشتتة في تضاعيف الكتب وتحصيلها. وطريقته في تفسير القرآن تتميز باعتماده على الأحاديث المنقولة والمأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام، مستنداً في ذلك على الكتب والمصادر المعتبرة والمعتمدة والمشهورة مثل: أصول الكافي، وتفسير عليّ بن إبراهيم القمي، والاحتجاج للطبرسي، وعيون الأخبار، وعلل الشرائع، وكمال الدين، والتوحيد، والخصال، ومن لا يحضره الفقيه، ومعاني الأخبار، والأمالي، وثواب الأعمال، وعقاب الأعمال للصدوق، ومجمع البيان للطبرسي، والتهذيب والاستبصار للطوسي، وتفسير العياشي، والمناقب، والغيبة لابن شهر آشوب، ونهج البلاغة، والصحيفة السجادية، إهليجيّة، والمحاسن للبرقي، ومصباح الكفعمي، وغيرها من المصادر.

ولكن الإشكال الأساسي هو نقد الروايات التي اعتمدها حيث أنه حذف أسانيدها وأسقطها من الرواية. ويقول العروسي في مقدمة تفسيره حول منهجيته فيه: "لقد رأيت خدمة الكتاب الإلهي والمستمدين من أنوار الوحي المضيئة الذين وضعوا طرق ومسالك مختلفة في تفسير القرآن الكريم، فبعضهم فسّر القرآن من ناحية الألفاظ والمعاني فقط، والبعض الآخر تناول الجوانب الأدبية والنحوية في القرآن الكريم، ومجموعة أخرى اعتمدت استخراج المسائل الصرفية منه، وأخرى اشتغلت بدراسة المباحث الكلامية والعقائدية، ومجموعة أخرى نظروا إلى القرآن بنظرات مختلفة، أما أن فقررت الاعتماد على الروايات والأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيتهم عليهم السلام في تفسيري للقرآن، الشيء الذي يرفع الحجب عن شموس التنزيل ويكشف عن أسرار بعض التأويلات، وإذا قمت بنقل شيء يخالف في الظاهر إجماع الطائفة الإمامية الحقة فليس تصدي من ذلك بيان عقيدة أو إظهار عمل؛ بل نقلت ذلك حتى يتمكن القارئ من معرفة كيفية نقلها، الأحاديث، وطريق وصولها إلينا حتى يعالج ويوجه ذلك الأمر.. لقد قضيت مدة من عمري في تأليف هذا الكتاب متحملاً في سبيل ذلك المصائب والمحن والآلام، وقد أسميته نور الثقلين، فلذلك أتمنى أن يكون هذا الاسم مطاباً لمحتوى هذا التفسير".

وقد قرظه الإمام الطباطبائي بقوله بأنه كتاب من الكتب المعتبرة والقيمة، والذي اعتمد فيه المؤلف على أخبار الأئمة عليهم السلام في تفسير القرآن فقط. هذا ويعتبر المؤلف الحويزي من نقلة الحديث، حيث ذكره أصحاب الإجازات. وبالنسبة لمصنفاته، فهو لم يكتب إلا القليل وما وصل من مصنفاته هو أقل القليل منها: تفسير نور الثقلين، رسالة في تأبين كل من لقّب بأمير المؤمنين، شرح لامية العجم، شرح شواهد المغني، رسالة في تفسير قوله تعالى: (إن يدعون من دونه إلا إناثاً).