أبجد العلوم لمصنفه محمد صديق خان القنوجي عمل موسوعي استفاد صاحبه من أعمال من سبقه من الموسوعيين كما يعترف هو وبذلك في مقدمة كتابه، فأراد أن يفرد أحوال العلوم وتراجم الفنون في تأليف مختصر تقريباً للبعيد وتحصيلاً للتجريد وأضاف على ما وجده في مقدمة ابن خلدون وكشاف اصطلاحات الفنون وجامع العلوم، ما حصل الوقوف عليه في أثناء ملاحظة الكتب الشاذة وعطفها. فضم إلى عمله هذا جمهرة من العلماء والتراجم جلهم من أهل العصر الحديث من الهنود والجزيرة العربية.

وقد احتوى الجزء الأول من الأبجد المسمى بالوشي المرقوم وقد احتوى على مقدمة في بيان ما يطلق عليه اسم العلم ونسبته ومحله وبقائه وعلم الله تعالى، وجعل أبحاث هذا القسم تدور حول ماهية العلم وما يقال فيها وتقسيم العلم وموضوعه ومبادئه ومسائله وغاياته، وبيان العلوم المدونة وأجزاء العلوم ورؤوسها ثم عمد إلى الحديث في هذا الجزء عن مراتب العلم وشرفه، ومنشأ العلوم والكتب ومنشأ إنزال الكتب واختلاف الناس وانقسامهم فيه وأفرد قسماً للحديث عن المؤلفين والمؤلفات والتحصيل، وذكر بعض الفوائد المنثورة من أبواب العلم ولواحق الفوائد. كما تحدث عن انقسام الكلام إلى فني النظم والنشر.

أما الجزء الثاني من أبجد العلوم فقد سمي بالسحاب المركوم في بيان أنواع الفنون وأقسام العلوم. ويبين فيه أصناف العلوم، وموضوعاتها ورتبها بحسب التسلسل الألفبائي، علم الآثار العلوية والسفلية، علم آداب البحث، علم آداب الجن، علم التفسير إلخ.. أما الجزء الثالث من أبجد العلوم فهو القسم المسمى بالرحيق المختوم من تراجم أئمة العلوم ترجم فيه للعلماء بحسب حقول تخصصهم.

وقد قام فريق العمل بتحقيق النص تحقيقاً علمياً تقليدياً، إذ عمد الدكتور عبد الله الخالدي إلى ضبط النص وتنوينه وقام بنقل النصوص الفارسية إلى العربية، إضافة إلى التعريف بالأعلام والأماكن والمصنفات وتخريج الآيات والأحاديث وإسنادها. وتولى الأستاذ الدكتور رفيق العجم إلى مراجعة النص المطبوع وتصحيحه وقام بتوزيع العمل على فريق العمل والمشاركة والمراجعة والتقديم ووضع فهرس العلوم بالفرنسية والإنكليزية. وقد روعي في التعريف بالأعلام في الهامش الاعتماد على أكثر من مرجع مع ذكر مراجع مختصرة والتعريف بأسماء الكتب وأصحابها مع ذكر تاريخ وفاتهم بوضع علامة (-) قبل سنة الوفاة أحياناً والارتكاز في ذلك على مرجع أو أكثر مختصر.

وقد جاء النقل العربي للنصوص الفارسية في المتن، ووضع النص الفارسي في الهامش وختم العمل بجملة فهارس زيادة في الإغناء والتوثيق تيسيراً على الطالب والقارئ ومساعدة له في بلوغ مرامه ومطلوبه ومرجعيته وقد ضمت هذه الفهارس فهرساً للأعلام وآخر للفرق والأماكن والكتب إضافة إلى فهرس المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق.