Encyclopedia of Sufi Terminology موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي
By: Ajam, Dr. Rafiq رفيق العجمMawsu'at Mustalahat al-Tasawwuf al-Islami
select image to view/enlarge/scroll
Shop With Security
Visit us on Social Media
Bringing you the best selections in partnership with Dar al-Kitab al-Arabi USA Visit alkitab.com
وهذا العمل المعجمي المعدّ في هذه الموسوعة اعتمد على الأرجح أسهل الطرق وأيسرها، مما يسمح للقارئ أن يتناول مفاهيم التصوف ومصطلحاته بسرعة ودقة ليؤوّل ويمتد فكره في فضاء واسع من فضاءات التراث. ومما لا شك فيه أن هذه الثروة المصطلحية قد أغنت جوانب عدّة في دلالات الألفاظ ووسعت المدلولات وخصّبتها وحمّلت الألفاظ ومعاني جديدة ومبتكرة. وتعمد مصطلحات التصوف إلى تزويد حياتنا اليومية بزاد مصطلحي أخلاقي وقيمي، ولا سيما أن الأخلاق تخدم المجتمعات كافة على الرغم من الفروق الزمنية والحضارية فيما بين حقب المجتمع الواحد، إذ الأخلاق كما يرى علماء الاجتماع أبطأ ما يكون في التغيّر والتحول. ولا عجب في ذلك فقد امتدت هذه المصطلحات وأينعت على مدى فترة طويلة خصبة بدءاً برابعة العدوية وصولاً لبعض ألفاظ أولياء الفرق الكبرى كالأحمدية والقادرية والنقشبندية وغيرها.
وتمّ الاكتفاء في هذا المعجم من هؤلاء المتأخرين بالذين كتبوا تعريفات واصطلاحات واتّبعوا هذه الفرق، لأن الهدف جمع المصطلحات فقط. ولا غرابة من القول بعد انتقاء هذه المصطلحات أن هذه الألفاظ والتعريفات عبّرت تعبيراً واسعاً عن تلك التبديات والمعارف والإشراقات والإلهامات الخصبة الغنية من تلك التي تمظهرت في وجدان أولياء الصوفية وعلماء الطريق والسلوك. وهي في تعبيرها أغنت اللغة والفكر، على الرغم من خروجها عن المألوف. ومن ثم جاءت الكثير من شروح أولياء التصوف تحت المصطلح الواحد متشابهة متقاربة، مع إضافة عبارة دقيقة أو لفظة رقيقة. فعمد واضع هذا المعجم إلى ترك ذلك ليتمكن الباحث من تبين كل ذلك، والتعرف على الخلفيات والأبعاد الوجدانية والمعرفية التي حكمت ونطقت واستلهمت.
لقد جهز هذا العمل وفرة خصبة من المضامين والتعريفات الصوفية والآراء والتبديات، وتمّ ترتيب المصطلحات تبعاً لمنهجية التعريف بكل مصطلح وإيراد مضمونه وفقاً لقائله ونقلاً حرفياً عنه، من غير مسّ أو تحوير في كلام الصوفي والعارف.
وهذا العمل يساعد الباحث على تناول المادة التصوفية بشكل ميسر، بعيداً عن الجهد في التفتيش والتقميش والمرجعة، تهيئة للدراسة اللغوية أو التحليلية. ويضاف إلى ذلك أن جمع المصطلح هذا يعني إمتلاك مخزون كبير من المعلومات المنظمة تسوّغ المصطلح بأفكاره وآفاقه للدخول في عملية الترجمة السليمة، وهي أمل المستقبل وجسر عبور اللغة العربية نحو المعاصرة، باعتماد التجوّز والمقايسة والتفعيل بين مخزون الدلالة القائمة، والدلالة الحادثة الوافرة.
ولا ضرورة من التكرار بأن المصطلح الصوفي قد أغنى اللسان العربي في ميدان الشعور والفلسفة والأخلاق والدين ولغة الوجدان والشعر. أما بالنسبة لتنظيم المصطلحات الصوفية فقد تمّ اختيار المصطلحات الصوفية ذات التعريفات الحاملة لأبعاد وجدانية والتي تحمل آراء وصوراً وتبديات، تنم عن العمليات الفكرية التي تحصلت بعقل وقلب المتصوفة، وهي بنفس الوقت تغني العربية وترفدها برافد مهم.
واستبعدت الشروح والألفاظ المتعلقة بالتداخلات الفقهية والمجادلات الكلامية أو الردود بين طرق التصوف، بالإضافة إلى ذلك حصر التعريف بالمفاهيم الأساسية لجعله مستقلاً بيناً، وحذف التطويل والاستطراد والاعتراض. كذلك الأمر في التعريفات الطويلة ذات الشرح المستفيض والمحتوية على عدة أفكار كما استوفي كل مصطلح تفريعاته من التي اعتمدها المتصوفة، إذ أدرج المصطلح الرئيسي ثم أدرجت الفروع عليه. أما بالنسبة لنظم المصطلحات وترتيبها فقد تمّ ترتيب المصطلحات بحسب لفظها وكما هو رسمها، جاءت المصطلحات أو ما سمي رؤوس الموضوعات نكرة مراعاة لنظام الحاسوب الآلي وتسهيلاً عليه. وأرفق كل شرح وتعريف للمصطلح بإشارة إلى اسم العالم أو الولي الصوفي، المؤلف، واسم الكتاب مرمزين. وكان الحرص أن تأتي معظم المصطلحات أسماء وليس أفعالاً، باستثناء البعض، كما تم اختيار مسند للمصطلحات في الأجنبية ثم اختياره من بين المصطلحات، لأن الكثير منها له المعنى العربي الإسلامي أو التخيّلي في نفسية المتصوف، مما يستحيل إيجاد المقابل له في الأجنبية لاختلاف بين اللغة والذهنيات.