التفاصيل

هذا العمل الذي أقدمه لك أيها القارئ، إنما هو جهد بسيط أو محاولة لكم درر من أشعار الغزل في الشعر العربي كي تنتظم في عقد، أرجو أن يكون نظمه جيداً، وعقده متماسكاً.وعلى غير ما هو معمول به في معظم الاختيارات وضعت هذا العمل، بحيث جعلته ف أبواب أربعة، خصصت الأول لمفردات من الأشعار، والباب الثاني كان في النتف أو الأشعار التي تتكون من بيتين شعريين فقط، وثلثت بباب في المقطوعات وآخر الأبواب كان للقصائد والمطولات.وقد يسأل سائل: لماذا تم الاعتماد على هذا التقسيم؟ والإجابة على ذلك سهلة يسيرة، تدور في فلك تقسيمات علماء العرب القدامى رحمهم الله للشعر من حيث عدد الأبيات!فقد عدوا الأبيات التي قيلت لوجدها مفردات، والأشعار التي نظمت في بيتين، عدّها العلماء نتفاً، والأبيات التي هي من ثلاثة إلى ستة هي مقطعات أو مقطوعات، وكل ما هو فوق ستة فهو قصيدة إلا إن طالت فهي مطولة.من هذا المنطلق كان تقسيمي لهذا العمل.. ولعل السبب الرئيسي الذي جعلني أختار هذا المنهج هو انعدام من تخمد إلى هذا التصنيف من جهة ولأسباب تخص الأشعار سأعرض لها في حينها في تمهيد كل باب من الأبواب الأربعة.وعلي أن أنوه هنا إلى أمر قد يقع عليه القارئ، وهو أن بعض هذه الأشعار إنما هو مقتطف من قصائد، فقد نجد أبيات من المفردات هي من قصائد وكذا الأمر ينسحب على النتف والمقطعات، وهذا مما يوقع في إشكالية، بيد أن التخلص من هذا الأمر سهل، فلا مشكلة في ذلك لسببين، الأول لأن كل الاختيارات التي سبقت منذ القديم وحتى الساعة عمدت إلى ذكر ما يحتاج له ولا سيما الشواهد اللغوية والنحوية والنقدية وغيرها. أما السبب الثاني فلأن بعض الأشعار يحفظ ويتداول بين الناس مثلاً وحكمة وشاهداً وعبرة، مما يجعله يشتهر دون باقي النص، فيحفظ هو فقط-سواء كان بيتاً أو اثنين أو أكثر-وينسى ما تبقى في أقل تقدير لدى الحفظة وإن بقي بين دفات الكتب.لهذين السببين جعلت اختياراتي هذه تسير في هذا النحو، ولا أخفي أنني حاولت أن أفرج ذلك بشيء من التذوق في الاختيار بحيث تناولت مواضع شتى من موضوع الغزل، تراوحت كلها بين الغزل العفيف والغزل النذري والحكمة المضمنة في باب الغزل ووصف المرأة بما يحترمها لا بما يبتذلها.